هل تتعارض القيم الخلقية مع الدوافع الطبيعية؟
تدفع الإنسان إلى السلوك دوافع كثيرة منها: ماهو طبيعي كالحاجات والغرائز وهي الدافع الحيوي الأصلي الموجه لحياة الفرد والعامل على حفظ بقائه والمؤدي إلى إقباله على الملائم وإحجامه عن المنافي والإشكال المطروح في هذا السؤال **هل الإقبال على إشباع الغرائز والحاجات البيولوجية يتناقض مع الفضيلة والأخلاق؟
وبعبارة أوضح هل هناك تعارض بين السلوك الطبيعي والسلوك الأخلاقي؟
**يرى أنصار المذهب الطبيعي أن طبيعة الإنسان هي معيار القيم الأخلاقية فهي التي تحدد ما في الأفعال من خير وشر أو ضرر أو منفعة ويعتبر ابيقور خير ممثل لهذا الاتجاه إذ يرى أن جميع الحيوانات تطلب اللذة وتنفر من الألم كل لذة خير وكل الم شر.وينبغي أن يكون هدف الإنسان هو تحقيق اللذة الكبرى.
ثم تطور هذا المذهب على يد بنتام ليصير ومفهوم اللذة مرتبطا بالمنفعة وصارت خيرية الأفعال بمقدار ما تدره من منافع
ويعتبر الفيلسوف الفرنسي جون جاك روسو من ممثلي هذا المذهب إلا انه يرى أن الإنسان خير بطبعه والخير لا يفعل إلا الخير. إلا أن مسلمة روسو يرفضها الواقع فالإنسان صاحب طبيعة مزدوجة قد يكون ملاكا وقد ينقلب إلى شيطان مارد.
** وهذا ما يثبت أن ربط الأخلاق بالمنفعة فيه إساءة لمفهوم الأخلاق وتمييع للفعل الأخلاقي لان منافع الإنسان ومصالحه متناقضة ومتغيرة باستمرار.
** وهذا ما دفع بعض المفكرين إلى رفض هذا الطرح لكون القيم الأخلاقية لا تنسجم تماما مع الدوافع الطبيعية حيث يرى شوبنهاور أن طبيعة الإنسان سيئة لما يتميز به من أنانية وحب مفرط للذات ولا يمكن لطبيعة سيئة أن ترشد إلى الخير.
ونفس الموقف نجده عند هوبز الذي يعتبر الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان ينتهز الفرص ليتفرد بكل شيء مستغلا في ذلك قوته ونفوذه.
أما بالنسبة لكانط فالأخلاق والمنافع خطان متوازيان.فالإنسان عليه أولا أن يختار ماذا يريد .هل يريد الأخلاق ؟أم يريد المنفعة؟ إذا اختار المنافع فالفعل لا أخلاقي وإذا اختار الأخلاق فالفعل يجب أن يكون غاية في حد ذاته.
**ما يؤخذ على موقف كانط انه تجاهل تماما الطبيعة الإنسانية ونظر إلى الإنسان وكأنه إنسان آلي مجرد من كل الدوافع الطبيعية.والإنسان ليس بالصورة التي صورها كل من شوبنهاور هوبز .فالإنسان ذو طبيعة مزدوجة له أهداف وغايات في الحياة فكل حركة يقوم بها بسبب ودافع. ومن بين الدوافع التي تحرك الإنسان غريزة حفظ الذات التي تجعله يسعى لتامين حياته وحفظ النوع التي تجعل الأبوين يضحيان براحتهما من اجل ابنائهما وهي غريزة حفظت الأنواع وعمرت العالم. وغريزة الخوف التي لا زمت الإنسان وجعلته يطور نفسه حتى يتمكن من حفظ ممتلكاته ويعد الخوف من اكبر العوامل الأخلاقية والتربوية لان به نعدل السلوك ونصلحه خوفا من الم العقوبة والخوف من انتشار الفساد جعل المصلحين يعملون على نشر المبادئ والقيم وغريزة حب المال جعلت الإنسان يدخر لوقت الأزمات وغريزة حب المعرفة جعلت الإنسان يبدع ويطور. كل هذه الغرائز تحرك سلوك الإنسان اليومي دون أن يعي ذلك.
إلا أن هذا لايعني أن يصبح الإنسان عبدا لغرائزه فهو كائن عاقل الغريزة تحدد الهدف المطلوب والعقل يوجد الوسائل وبامكانه تثبيت الغريزة أو تأجيلها أو قمعها. إذن الغرائز مادة أولية للأخلاق لكن لا ينبغي أن تترك على طبيعتها تعبث بالسلوك.لا ينبغي تحطيمها بل تهذيبها أحيانا وتشجيعها مرة أخرى.
وعليه تتعارض القيم الخلقية مع الدوافع الطبيعية إذا كانت هذه الأخيرة سيئة.
** انتهى
تدفع الإنسان إلى السلوك دوافع كثيرة منها: ماهو طبيعي كالحاجات والغرائز وهي الدافع الحيوي الأصلي الموجه لحياة الفرد والعامل على حفظ بقائه والمؤدي إلى إقباله على الملائم وإحجامه عن المنافي والإشكال المطروح في هذا السؤال **هل الإقبال على إشباع الغرائز والحاجات البيولوجية يتناقض مع الفضيلة والأخلاق؟
وبعبارة أوضح هل هناك تعارض بين السلوك الطبيعي والسلوك الأخلاقي؟
**يرى أنصار المذهب الطبيعي أن طبيعة الإنسان هي معيار القيم الأخلاقية فهي التي تحدد ما في الأفعال من خير وشر أو ضرر أو منفعة ويعتبر ابيقور خير ممثل لهذا الاتجاه إذ يرى أن جميع الحيوانات تطلب اللذة وتنفر من الألم كل لذة خير وكل الم شر.وينبغي أن يكون هدف الإنسان هو تحقيق اللذة الكبرى.
ثم تطور هذا المذهب على يد بنتام ليصير ومفهوم اللذة مرتبطا بالمنفعة وصارت خيرية الأفعال بمقدار ما تدره من منافع
ويعتبر الفيلسوف الفرنسي جون جاك روسو من ممثلي هذا المذهب إلا انه يرى أن الإنسان خير بطبعه والخير لا يفعل إلا الخير. إلا أن مسلمة روسو يرفضها الواقع فالإنسان صاحب طبيعة مزدوجة قد يكون ملاكا وقد ينقلب إلى شيطان مارد.
** وهذا ما يثبت أن ربط الأخلاق بالمنفعة فيه إساءة لمفهوم الأخلاق وتمييع للفعل الأخلاقي لان منافع الإنسان ومصالحه متناقضة ومتغيرة باستمرار.
** وهذا ما دفع بعض المفكرين إلى رفض هذا الطرح لكون القيم الأخلاقية لا تنسجم تماما مع الدوافع الطبيعية حيث يرى شوبنهاور أن طبيعة الإنسان سيئة لما يتميز به من أنانية وحب مفرط للذات ولا يمكن لطبيعة سيئة أن ترشد إلى الخير.
ونفس الموقف نجده عند هوبز الذي يعتبر الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان ينتهز الفرص ليتفرد بكل شيء مستغلا في ذلك قوته ونفوذه.
أما بالنسبة لكانط فالأخلاق والمنافع خطان متوازيان.فالإنسان عليه أولا أن يختار ماذا يريد .هل يريد الأخلاق ؟أم يريد المنفعة؟ إذا اختار المنافع فالفعل لا أخلاقي وإذا اختار الأخلاق فالفعل يجب أن يكون غاية في حد ذاته.
**ما يؤخذ على موقف كانط انه تجاهل تماما الطبيعة الإنسانية ونظر إلى الإنسان وكأنه إنسان آلي مجرد من كل الدوافع الطبيعية.والإنسان ليس بالصورة التي صورها كل من شوبنهاور هوبز .فالإنسان ذو طبيعة مزدوجة له أهداف وغايات في الحياة فكل حركة يقوم بها بسبب ودافع. ومن بين الدوافع التي تحرك الإنسان غريزة حفظ الذات التي تجعله يسعى لتامين حياته وحفظ النوع التي تجعل الأبوين يضحيان براحتهما من اجل ابنائهما وهي غريزة حفظت الأنواع وعمرت العالم. وغريزة الخوف التي لا زمت الإنسان وجعلته يطور نفسه حتى يتمكن من حفظ ممتلكاته ويعد الخوف من اكبر العوامل الأخلاقية والتربوية لان به نعدل السلوك ونصلحه خوفا من الم العقوبة والخوف من انتشار الفساد جعل المصلحين يعملون على نشر المبادئ والقيم وغريزة حب المال جعلت الإنسان يدخر لوقت الأزمات وغريزة حب المعرفة جعلت الإنسان يبدع ويطور. كل هذه الغرائز تحرك سلوك الإنسان اليومي دون أن يعي ذلك.
إلا أن هذا لايعني أن يصبح الإنسان عبدا لغرائزه فهو كائن عاقل الغريزة تحدد الهدف المطلوب والعقل يوجد الوسائل وبامكانه تثبيت الغريزة أو تأجيلها أو قمعها. إذن الغرائز مادة أولية للأخلاق لكن لا ينبغي أن تترك على طبيعتها تعبث بالسلوك.لا ينبغي تحطيمها بل تهذيبها أحيانا وتشجيعها مرة أخرى.
وعليه تتعارض القيم الخلقية مع الدوافع الطبيعية إذا كانت هذه الأخيرة سيئة.
** انتهى